by منصة عقول

يوميات معلمة (9): شارك تلميذك مناسباته السعيدة والصعبة

المعلم وكما سبق وقلنا هو المربي والقدوة وصاحب الأثر الأكبر في حياة طلابه لذا فمن واجبه أن يشاركهم ولو بعضا من مواقفهم الحياتية المؤثرة، لما لذلك من أثر نفسي كبير عليهم.
كان لدي تلميذ مشاعب، متعب جدا ولكنه حساس ورومانسي لأقصى درجة، كنت أحبه وأستطيع التعامل معه على عيوبه، وذات يوم غاب عن المدرسة وتكرر غيابه لأسبوع متواصل!
سألت عنه وعرفت أنه أجرى عملية جراحية كبيرة تستلزم غيابه التيرم بأكمله.
حقيقة لا أنكر أنني كنت أحبه من قلبي رغم معاناتي من شغبه ولكنه كان طيبا خفيف الروح وهذا ما كنت أحمله له.
اشتريت لعبة وبوكيه ورد وذهبت له وكانت المفاجأة!
كان اليوم هو ذكرى مولده وكان الاحتفال قاصرا على أسرته نظرا لظروف مرضه.
بمجرد أن فتحت والدته الباب ورأتني أمامها حتى ابتسمت وحضنتني طويلا، وقالت: ليه حق يحبك هو أنت عارفة إن النهارده عيد ميلاده!
أخبرتها أنني جئت صدفة ولم أكن أعلم شيء ولكن هذا من جميل أقدار الله.
دخلت وحاول أن يجري نحوي رغم مرضه ولكني سارعت عليه وحضنته وقدمت له هديتي فكانت سعادته لا توصف، وسعادتي كذلك به كانت لا توصف.
جلست معه ومع أسرته وقت طويل ومشيت ولكن بقيت ذكرى ذلك اليوم عالقة في قلبه وقلبي معه، وكان دائما ما يقول لي: فاكرة يا ميس لما زرتيني يوم عيد ميلادي؟
أقول: نعم أتذكر جيدا.
يقول: أنا فرحت قوي لما شفتك.
الموقف بسيط ولكن أثره في النفس كبير وربما يظل عالقا في عقل وقلب ذلك الصغير ليحكيه لأولاده وربما لأحفاده.
وصدق رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حين قال: لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلق أخاك بوجه طلق.
يقلم الأستاذة: هند معوض

اترك تعليقاً