by منصة عقول

يوميات معلمة (10): خدعني تلميذي

تتوارد الذكريات على عقلي فتحرك في نفسي مشاعرا تأبى النسيان .. فهي ليست قصصا قدر ما هي نبضات قلب منحتها لصغار فمنحوني فيضا من حب واستلهمت منهم صدق المشاعر وجميل الذكريات .

 

القصة هذه المرة طريفة ولكنها أثرت في بشكل كبير.. كنت أحب تلميذا اسمه “زياد” كنت أتعجب من شدة حبي له وكذلك حبه لي .. كان ذكيا، لبقا، يحبني ودائما ما يحكي لي حكاوى ممتعة ومثيرة.

أخبرني أنه قادم من ليبيا وحكى لي عما شاهده خلال رحلة العودة من مشاهد صعبة وذلك خلال فترة الثورة الليبية .

 

وكلما مررت بجواره يقول لي: هتوحشيني قوي يا ميس أصل أنا راجع ليبيا ومش جاي تاني .. كنت أقول له: اوعى تنساني يا زيزو خليك دايما فاكر م. هند .. ويخبرني أنه بالتأكيد لن ينساني .. كنت أبكي حقيقة كلما تخيلت أنني لن أراه ثانية وهل سيظل يتذكرني أم سينساني.

 

وذات يوم علمت أن والدته حضرت للمدرسة فقلت لنفسي: حتما ستسحب أوراقه للسفر .. نزلت مسرعة لأقابلها وأطلب منها أن تظل هي وزياد على تواصل دائم معي .. عندما قابلتها سألتها عن ليبيا فأخبرتني أنه سافروا العام الماضي وعادوا وأنهم مصريون ولن يذهبوا ثانية لليبيا .. ثم ضحكت وقالت: زياد ضحك عليكي .. قلت: نعم.

 

فأخبرتني أنه قال لي ذلك حتى أهتم به أكثر لأنه يحبني كثيرا .. كبر زياد وكلما رأيته أقول: سنة كامل بتضحك عليا يا زيزو وأنا أعيط وأنت بس عاوز تعرف أنا بحبك ولا لأ يا عم بحبك أنت ابني وتلميذي الجميل .

 

تركت المدرسة ولم يسافر زياد ولكن بقي مكانه في قلبي كما هو وأظن أن مكاني في قلبه لازال نابضا بالحب.

امنح تلاميذك الكثير من الحب وتغافل عن أخطائهم الصغيرة فربما هي حيلتهم البسيطة ليصلوا لقلبك.

 

يقلم الأستاذة: هند معوض

اترك تعليقاً