تكلمنا في الكبسولة السابقة عن كيف نعالج تشتت الأطفال أثناء المذاكرة وتأثير هذا على سلوك الأبناء، والآن نتكلم معكم عن علاج ظاهرة العند عند الأطفال
عن عبدالله بن عامر رضي الله عنه، أنه قال :
دعتني أمي يوما ورسول الله صل الله عليه وسلم قاعد في بيتنا، فقالت : ها تعال أعطيك، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” وما أردت أن تعطيه؟” قالت : أعطيه تمراً. فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم :”أما إنكِ لو لم تعطيه شيئاً كتبت عليكِ كذبة.”
حسنه الالباني في صحيح داود
سألت إحدى الأمهات كيف اعالج مشكلة الكذب عند ابني؟
الآن قبل أن اجاوبك عزيزي الام اعلمي أن الكذب سلوك مكتسب لا ينشأ مع الطفل، وإنما يتعلمه، ويكتسبه من البيئة المحيطة به.
أسباب الكذب عند الأطفال :
- التقليد لآبائهم او أمهاتهم الذين يمارسون الكذب دائما أمامهم.
تجنب العقاب فيجعل من الكذب وسيلة دفاعية.
حرمانه من أشياء كثيره فيكذب حتى يحصل عليها.
مخافة توبيخ الأهل ونقدهم الهدام له دائما.
احساسه بإهمال الأب والأم له فيكذب ويختلق قصص من نسج خياله حتى يجذب الانتباه له.
كأن يكذب الطفل فيقول له الأب او الأم هذه كذبة بيضاء لا تضر.
عدم إعطاء الطفل فرصة للاعتراف بخطئه وعدم قبول اعتذاره إن اعتذر.
يكذب الطفل لإلقاء التهمة على شخص يكرهه او يغار منه ويكون هذا النوع من الكذب مصحوبا بالتوتر النفسي.
ضعف الوازع الديني لدى الطفل.
والآن عزيزتي الأم روشتة العلاج في كبسولات سريعة المفعول بأمر الله
علاج الكذب :
- تجنبي كثرة التهديد والوعيد حتى لا يكون مخرج الهروب من العقاب لدي الطفل هو نافذة الكذب.
لا تبالغي في ردات الفعل حين يخطئ الطفل فعليكي ان تكوني صاحبة مشاعر متصالحة مع نفسك ومع ابنك تجاه ما حدث، والقدرة على التفكير بأن ما حدث لابأس به ويتم التفكير بإيجابية لتجنب ما حدث.
غرس قيمة الخوف من الله لا الخوف من الناس وتعزيز تلك القيمة، فنقول له ان الله لا يحب إلا قول الصدق، ونروي له قصة تتكلم عن الصدق وكيف يكافئه الله ويحبه 😍.
تجنب أصدقاء السوء حتى لا يدفعوه للكذب والحرص على مصاحبته الصالحين.
الاهتمام بمعرفة دوافع الكذب عند الطفل حتى لا يتعود عليه ويتحول الي كذب مرضى يحتاج لطبيب نفسي لوضع كيفية التعامل معه.
عدم التشكيك الدائم في كلامهم واستعمال أسلوب التحقيق والاستجواب معهم لمعرفة الحقائق بشكل يدفعهم للكذب خوفا منكِ.
أن يكون الأبوان مثالا للصدق والأمانة وقدوة حسنه لأولاده.
كوني رفيقة بهم فالرفق يحقق مالا يحققه العنف، فالعقاب لا يعزز سلوكا إيجابيا، واذا كامن لابد من اللجوء للعقاب فيمكن تخفيفه؛ لأن الطفل اعترف بالصدق ولم يكذب، بعد توضيح خطئه وتعليمه بكل حب .
ونختم بحديث رسولنا الكريم صل الله عليه وسلم :
عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
” إن الصدق يهدي الي البر، وإن البر يهدي الي الجنة، وإن الرجل ليصدق حتى يكتب عند الله صديقا، و إن الكذب يهدي إلى الفجور وإن الفجور يهدي إلى النار، ولايزال العبد يكذب وي تحري الكذب حتى يكتب عند الله كذاباً”
– متفق عليه
لا تنسوا كتابة تجاربكم مع أبنائكم في التعليقات وكيف كان تصرفكم معهم لعلاج مشكلة الكذب، لتعم الفائدة وتابعونا في كبسولتنا المقبلة ” كيفية الحفاظ على الأبناء من انفتاح المجتمع وعدم وجود معايير أخلاقية في بعض وسائل الإعلام ” لفهم طبيعة الأبناء وكيف نربيهم من خلال سلوكياتنا وأفعالنا
بقلم الأستاذة : (إيمان العيسوي)