مرحبا بكم متابعينا في فقرتنا المتجددة من سلسلة (أنا كبرت) لنستكمل حوارنا عن مرحلة المراهقة وكيفية التعامل مع الأولاد في هذه السن الحرجة، وقد تحدثنا في الفقرة السابقة عن التقلبات المزاجية عند الأبناء
واليوم عدنا إليكم بموضوع يفتح أمامنا آفاق الأمل ، فطالما تحدثنا في الحلقات الماضية عن عيوب مرحلة المراهقة ومشكلاتها، حان الوقت الأن – كما تعودنا معكم- إلى النظر إلى إيجابيات كل شيء؛ لذلك أرحب بالدكتور محمد وأتوجه إليه بالسؤال هل لتلك لمرحلة المراهقة مميزات؟
الدكتور: أهلا وسهلا بحضرتك وبالسادة القراء، بالطبع لهذه المرحلة مميزات؛ فهى كغيرها من المراحل لها ما لها وعليها ما عليها ، ولكن من أهم مميزات تلك المرحلة نمو الذات النفسية والفكرية وبناء الذات التي يمارس بها الفرد فيما بعد دوره في المستقبل.
المذيع: وكيف يكون ذلك؟ هل يمكن أن نوضح أكثر؟
الدكتور: هذا الأمر قد أشرنا له من قبل في المرات السابقة عندما تحدثنا عن أنه إذا تعاملنا مع أبنائنا بشكل مناسب، واستطعنا تقبلهم ، وبناء علاقات صداقة أساسها الاحترام المتبادل والراحة، عندها سننجح في تخطي هذه المرحلة معاً دون أية خسائر.
ذلك حيث أن :
– هذه المرحلة هي التي تتكون فيها شخصية الفرد، فقد يجد بعضنا في ولده الصديق الذي طالما بحث عنه، سيشكل لك الأمن وستشكل له الأمان.( ولكن مع مراعاة الموضوعات التي نتحدث فيها مع أبنائنا فلا نشتكي لهم من أنفسهم).
– يمكنك تحميله المسئولية بأخذ رأيه في مرحلة المراهقة المتوسطة في كيفية تقسيم ميزانية البيت بأن توضح له المعطيات ومتطلبات الإنفاق وتتضع أمامه خيارات الأنفاق، هذا سيشعره بعلو قيمته عندك، ويزيد من ثقته بالنفس وتجعله من متحملي المسئولية منذ صغره.
– أيضا تستطيع البنت تحمل مسئولية البيت في غياب الأم لمدة يوم مثلاً ، أو مشاركتها في حالة وجودها، أما الولد فيمكنه تحمل مسئولية حماية أمه وأخوته في غياب والده.
وهذا الأمر يحتاج إلى عبارات التشجيع التي يحتاجها منك المراهق طوال الوقت كأن تقول ( أنت تحل محلي في غيابي، بيتنا مسئوليتك – لقد أصبحت رجلاً أنا أعتمد عليك – هيا بنا يا ابنتي ساعديني كي ننهي ما بدأنا، أنا أثق بكِ – ساعدي أخوتك في دراستهم الى أن أنهي الطعام فهم بحاجة إليك لتفوقك- وهكذا ).
– تبدأ في مرحلة المراهقة باكتمال النضوج ويبدأ في أخذ قرارات مستقلة بشأن حياته، فمنهم من يتحمل مسئولية ذاته في الدراسة فلا يحملك مهمة متابعة دراسته الا بالسؤال والمتابعة البعيدة، ومنهم من يتحمل مسئولية إطعام نفسه فلا ينتظر من الأم أن تضع له الطعام أمامه.
ولكن يجب عليا وعليك حضرة القارئ أن أنبهك إلى شيئين في منتهى الخطورة علينا تجنبهم:
• حذارى أن تنتقض ابنك أو تنتقص من قدره أمام أحد.
• اجعله يفعل الصواب لأنه يحبك لا لأنه يخافك.
• حذاري أن تجعله فريسة لمواقع التواصل الاجتماعي طوال الوقت
• اجعل بينك وبينه وقت مخصص لكلاكما بعيدا عن كل شيء وأي شيء.
المذيع : شكرًا لحضرتك دكتور محمد على هذه النقاط المهمة، وإلى هنا أعزائي المشاهدين تنتهي فقرتنا لليوم وانتظرونا في الفقرة العاشرة مع سلوك جديد، وتابعونا على منصة عقول التعليمية لاستكمال حديثنا عن مرحلة المراهقة وكيفية التعامل معها
بقلم الأستاذة/ سمية مجدي
